حبيبتي الوطن مقدمة

Admin الثلاثاء سبتمبر 18, 2007 2:11 am

حبيبتي الوطن

أغنيات الحسن...حسن الأغنيات

أبشري

وودعي الأحزان

أنا فارس الهموم

هجام

ملاذ الحوبة هجّانك...

تميمة

علي رقبة الشوق

متى مادرتي... حصّانك...

أغطغط فيك

بتوب الريد

واكون في الفزعة رحمانك...

...أغنيات الوطن تأتي دائما ناقصة التكوين لأن عشقنا للبلاد يماثل حبنا للام فنحن مهما نقول في الام لا نستطيع ان نجزيها حق الجزاء. لهذا السبب ربما ولأسباب أخرى كثيرة تأتي هذه الأغنيات، أغنيات الوطن-أغنيات الام-وتظل هي الاغنيات غير الكاملة.. لكنها أي الاغنيات تلك تظل هي الاطول قامة، والاعمق معنى، والابقى في الحنايا والنفوس حينما تصير المدائن في حسن بنات "الفريق" الجميلات حد الخجل..!!

هكذا يرى هذا الشاعر مقام المدائن ويرى الوطن المحبوبة الأولى و الأولى:

أنا

توب الشتا المدسوس

صقيع الصحرا دفيانك..

وانا

درت الخريف عطّاي

اذا نادتني وديانك....

وانا

ورد الربيع نديان

اذا لامست وجدانك.....

ولا

وجع الزمن إلزام

ولا خوف المصير صانك...

2

أغنياتنا التي نقطعها في الاوطان، هي أغنيات الحسن..حسن الاغنيات لانها غزل كبير..غزل الفضاءات والانهار، والجبال، والعصافير، والخرائط، والمدارات، والشوارع، وكل موجودات البلاد.. هي أغنيات الجمال لان الاوطان هي التي تلقننا حروف الحب الاولى، وتدرّجنا الى ان نتخرج في جامعات الحب ومعاهد المحبة الكبرى، ونمشي في ساحاتها ودروبها هكذا ونحن محتشدون بالهوى وعلومها عشاقا من الدرجة الاولى ونغني لعيون البلاد التي اعطتنا وتعطينا الى ابد الآبدين:

تعالي

معاك جحافل الشوق

بتلقي مشاعري

فرسانك...

سيوف ريدهم

على المابيك

طوابيهم على

الخانك...

غليلك

رشفة من نيلك

خليلك وغنّى

أوزانك...

3

.. وتقفز الى ذاكرتي الآن مقاطع من شعر الوطن البديع أنجزه الشاعر الجميل "فضيلي جماع" ذات اوان حينما وقف مشدوها بجمال النيل وهو القادم من عروس الرمال

وقارن مقارنة كانت في صالح كل الحبين وهكذا هي البلاد مثلها مثل الفواكه لكل ميزتها وطعمها ونكهتها، لذا تظل كلها رائعة وذات خصوصية كما تراها عيون الشعّار. يقول فضيلي:

"خيرت

بين النيل والشمس

التي

تلد الرشاش..

كلا الحبين

معسول المذاق

لكن قلبي صاح

منتشيا وغرد

للدعاش"

لكن هذا الشاعر يغني وكأنه تجاوز المقارنات هذه وبدأ وكأنه يتقن كل رقصات البلاد من "الدليب" إلى "الكرنق" إلي"الكمبلا" إلى "الجراري" إلى "المردوم" وحتى رقصات "الوازا" وضربات الارض العنيفة في أقاصي الجنوب وهكذا يظل راكضا في كل اتجاهات البلاد وسهولها، وديانها،جبالها، أجوائها مغنيا بكل الالسنة ناطقا بكل مفردات التحايا اليومية ولسان حاله يقول إنها البلاد برغم إتساعها هي قادرة علي ان تظل دارا واحدة لاسرة واحدة وتربط رطاناتنا ولهجاتنا الصغيرة لا بخيط الالفة في وتد الدار لنشعل في افراحنا الكبرى اغنيات الحسن:

عويناتك

سما السودان..

شموخ توتيل

عراقة النيل

مسادير الطرب والشان..

هامات النخيل

و الدوم..

خور القاش

ووادي أزوم..

رقيص الرقبة

والمردوم...

وكل جميلة في السودان...

ولان حب الاوطان هو الاكبر ويستعصي علي الكلام، وقصائد في عشق البلاد مثل هذه لا تجدي الثرثرة حولها.. فيكفي أن نقرأ القصيدة ونهز رؤوسنا هكذا اعجابا وانفعالا ونتمتم بعبارة مبهمة تكون بكل تاكيد في صالح هذه القصيدة الوطن..

4

عزيزي القارئ:

ما رأيك في ان نقف معا الآن ونلوح للشاعر أحمد فرح شادول الذي انجز هذه القصائد الجامحة كما جياد اصيلة.. قصائد رائعة تخلق لوحة بديعة لهذا الوطن النبيل.. هيا نصفق الآن فهاهو الشاعر قادم الينا هكذا فارعا في زيه الشعبي الانيق.. هيا نصفق له..نصفق للاغنيات، أغنيات الحسن.. حسن الاغنيات ونغني انا وانت والشاعر هذا اللحن الاخير:

تعالي

معاكي كل الكان

قليل الحسوا الوانك..

متاهة

دربك الحفيان

كتير

ضهّبتي عشمانك..

تعالي

مبارية درب الشوق

بصل لابد حيرانك..!!

إسماعيل الإعيسر

أغسطس 2003

أم درمان